نظم شعراء العرب في المديح منذ الجاهلية بدافع الإعجاب بالفضائل المتعارف عليها . فكان هم الشاعر أن يرفع من شأن قبيلته وأحلافها والتغني بالكرم وحسن الضيافة والبطولة والشرف وأصالة النسب .
كان للشاعر في الجاهلية مكانة كبيرة لدى الملوك والعظماء وكانت القبيلة تفتخر بولادة شاعر فيها يرفع من شأنها ويهاجم أعداءها .
تطور فن المديح في الجاهلية وأصبح صناعة يبيعها الشعراء عند أعتاب الملوك والزعماء ، وأدرك هؤلاء أثر الشعر في تحقيق أهدافهم فقربوا الشعراء وأغدقوا عليهم المال .
اليكم افضل شعر مدح جاهلي :
زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان :
بل اذكرن خير قيس كلها حسبا * وخيرها نائلا وخيرها خلقا
وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ * من الحوادث غادى الناس أو طرقا
من يلق يوما على علاته هرما * يلق السماحة منه والندى خلقا
لو نال حي من الدنيا بمنزلة * أفق السماء لنالت كفه الأفقا
الأعشى يمدح هوذة بن علي سيد بني حنيفة :
إلى هَوْذَة َ الوَهّاب أهْدَيْتُ مِدحتي * أرجّي نوالا فاضلاً منْ عطائكا
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى * فأدلَيتُ دَلْوِي ، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتى يَحمِلُ الأعباءَ ، لَوْ كانَ غَيرُهُ * من النّاسِ لمْ ينهضْ بها متماسكا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني * وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
وإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ * بخيرٍ ، وإنّي مولعٌ بثنائك